الصفحة 301

الباب التاسع والأربعون
في فضيلة الفقر وحسن عاقبته


الشاهد على فضيلة الفقراء على الأغنياء قول النبي صلى الله عليه وآله: يدخل الفقراء الجنّة قبل الأغنياء بنصف يوم، ومقداره خمسمائة عام(1).

وعن أبي عبد الله عليه السلام: انّ الفقراء المؤمنين يتقلّبون في رياض الجنّة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً، ثمّ قال: سأضرب لكم مثلا، إنّما مثل ذلك سفينتين مرّ بهما ناخس(2)، فنظر في احداهما فلم يجد فيها شيئاً فقال: أسربوها، ونظر في الاُخرى فإذا هي موفورة فقال: احبسوها(3).

وعن أبي عبد الله عليه السلام: إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنّة فقير وغني، فيقول الفقير: يا ربّ على ما اُحاسب، فو عزّتك لقد علمت انّي ما وليت ولاية لأعدل فيها أو أجور، ولم تملكني مالا فاعطي حقّه أو أمنعه، ولقد كان يأتيني رزقي كفافاً.

____________

1- كنز العمال 6: 468 ح16580.

2- في "ب": ناظر.

3- الكافي 2: 260 ح1; عنه البحار 72: 6 ح4; عدة الداعي: 116.


الصفحة 302
فيقول الله: صدق عبدي ادخلوه الجنّة، ويبقى الغني حتّى يسيل منه العرق ما لو شرب منه أربعون بعيراً لأصدرها، ثمّ يدخل الجنّة فيقول له الفقير: ما أخّرك؟ فيقول: طول الحساب، ما زال يحاسبني بالشيء بعد الشيء ويغفره الله لي، ثمّ يحاسبني بآخر حتّى تغمّدني الله برحمته، فمن أنت؟ فيقول له: أنا الفقير الذي كنت واقفاً معك في الحساب، فيقول له الغني: لقد غيّرك النعيم بعدي(1)، وهذا من أعظم نعم الله تعالى على الفقير، خفّة حسابه ودخوله الجنّة قبل الغني.

ومن سعادة الفقير وراحته انّه لا يطالب في الدنيا بخراج، ولا في الآخرة بحساب، ولا يشتغل قلبه عن الله تعالى بهموم الغني من حراسة المال، والخوف من السلطان، ومن اللصوص والحاسد، وكيف يدبره وكيف ينميه. ومقاسات عمارة الأملاك والوكلاء والأكاري، وقسمة الزروع، وتعب الأسفار، وغرق المراكب، وتمنّي الورّاث موته ليرثوه، وإذا خلا من آفة تذهبه حال حياته كان حسرة له عند الموت، وطول حسابه في الآخرة، ويرثه منه امّا من يتزوّج بامرأته أو امرأة ابنه أو زوج ابنته، لابدّ من أحد هؤلاء يرثه ويحصل هو التعب والهموم وشغله به عن العبادة، وتحظى به أعداؤه الذين لا يغنون عنه شيئاً.

ولا يزال الغني مخاطراً بنفسه وبالمال في البراري والقفار، إن كان في بحر غرق هو والمال، وإن كان في برّ أخذه منه القطّاع أخذوه وقتلوه، فهو لا يزال على خطر به وبنفسه، والفقير قد انقطع إلى الله وقنع بما يسدّ فورته، ويواري عورته.

وقال بعض العلماء: استراح الفقير من ثلاثة أشياء وبلى بها الغني، قيل: وما هي؟ قال: جور السلطان، وحسد الجيران، وتملّق الاخوان(2).

وقال بعضهم: اختار الفقراء ثلاثة أشياء: اليقين، وفراغ القلب، وخفّة

____________

1- أمالي الصدوق: 294 ح11 مجلس 57; عنه البحار 72: 35 ح28; روضة الواعظين: 455.

2- عدة الداعي: 107.


الصفحة 303
الحساب، واختار الأغنياء ثلاثة أشياء: تعب النفس، وشغل القلب، وشدّة الحساب(1).

ولا شك انّ الفقر حلية الأولياء وشعار الصالحين، ففيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام: وإذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحباً بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجّلت عقوبته(2).

ثمّ انظر في قصص الأنبياء وخصائصهم وما كانوا فيه من ضيق العيش، فهذا موسى كليم الله الذي اصطفاه لوحيه وكلامه كان يرى خضرة البقل من صفاق بطنه من هزاله، وما طلب حين آوى إلى الظلّ بقوله: {ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير}(3) إلاّ خبزاً يأكله، لأنّه كان يأكل بقلة الأرض، وروي انّه عليه السلام قال يوماً: ربّ انّي جائع، فقال تعالى: أنا أعلم بجوعك، قال: يا ربّ أطعمني، قال: إلى أن اُريد(4).

وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام: الفقير من ليس له مثلي كفيل، والمريض من ليس له مثلي طبيب، والغريب من ليس له مثلي مونس ـ ويُروى حبيب(5) ـ يا موسى ارض بكسرة من شعير تسدّ بها جوعتك، وبخرقة تواري بها عورتك، واصبر على المصائب، وإذا رأيت الدنيا مقبلة عليك فقل: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، عقوبة عجّلت في الدنيا، وإذا رأيت الدنيا مدبرة عنك فقل: مرحباً بشعار الصالحين، يا موسى لا تعجبنّ بما اُوتي فرعون وما متّع به، فإنّما هي زهرة الحياة الدنيا(6).

____________

1- عدة الداعي: 106.

2- البحار 72: 55 ضمن حديث 85; عن عدة الداعي: 117.

3- القصص: 24.

4- البحار 13: 361 ح75; عن عدة الداعي: 117.

5- في "ج": ويُروى أنّه قال.

6- البحار 13: 361 ح76; عن عدة الداعي: 118.


الصفحة 304
وأمّا عيسى بن مريم روح الله وكلمته فإنّه كان يقول: خادمي يداي، ودابتي رجلاي، وفراشي الأرض، ووسادي الحجر، ودفائي في الشتاء مشارق الأرض، وسراجي بالليل القمر، وادامي الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف، وفاكهتي وريحانتي ما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام، أبيت وليس لي شيء، وأصبح وليس لي شيء، وليس على وجه الأرض أحد أغنى منّي(1).

وأمّا نوح عليه السلام مع كونه شيخ المرسلين، وعمّر في الدنيا مديداً، ففي بعض الروايات انّه عاش ألفي عام وخمسمائة عام، ومضى من الدنيا ولم يبن فيها بيتاً، وكان إذا أصبح يقول لا امسي، وإذا أمسى يقول لا اصبح(2).

وكذلك نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله فإنّه خرج من الدنيا ولم يضع لبنة على لبنة، ورأى رجلا من أصحابه يبني بيتاً بجصّ وآجر، فقال: الأمر أعجل من هذا(3).

وأمّا ابراهيم عليه السلام أبو الأنبياء فقد كان لباسه الصوف، وأكله الشعير، وأمّا يحيى بن زكريا عليه السلام فكان لباسه الليف، وأكله ورق الشجر، وأمّا سليمان عليه السلام فقد كان مع ما هو فيه من الملك يلبس الشعر، وإذا جنّه الليل شدّ يديه إلى عنقه، فلا يزال قائماً حتّى يصبح باكياً، وكان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده، وإنّما سأل الملك لأجل القوّة والغلبة على ملوك الكفّار ليقهرهم بذلك، وقيل: سأل الله القناعة.

وأمّا سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله فقد عرفت ما كان من طعامه ولباسه، وقيل: انّه صلى الله عليه وآله أصابه يوماً الجوع فوضع حجراً على بطنه، ثمّ قال: ألا ربّ مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا ربّ مهين لنفسه وهو لها مكرم، ألا

____________

1- البحار 72: 55 ضمن حديث 85; عن عدة الداعي: 118.

2- البحار 70: 321 ح38; عن عدة الداعي: 118.

3- البحار 76: 155 ح37; عن عدة الداعي: 119.


الصفحة 305
ربّ نفس جائعة عارية في الدنيا طاعمة في الآخرة ناعمة يوم القيامة.

ألا ربّ نفس كاسية ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا ربّ متخوّض متنعّم فيما أفاء الله على رسوله ما له [في الآخرة](1) من خلاق، ألا انّ عمل الجنّة جنّة بربوة، ألا انّ عمل النار كلمة سهلة بشهوة، ألا ربّ شهوة ساعة أورثت حزناً طويلا يوم القيامة(2).

وأمّا عليّ سيد الوصيّين، وتاج العارفين، وصنو رسول ربّ العالمين فحاله في الزهد والتقشّف أظهر من أن يُحكى.

قال سويد بن غفلة: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام بعدما بويع بالخلافة، وهو جالس على حصير صغير ليس في البيت غيره، فقلت: يا أمير المؤمنين بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئاً ممّا يحتاج إليه البيت، فقال عليه السلام: يا ابن غفلة إنّ اللبيب لا يتأثّث في دار النقلة، ولنا دار قد نقلنا إليها خير متاعنا، وإنّا عن قليل إليها صائرون(3).

وكان عليه السلام إذا أراد أن يكتسي دخل السوق فيشتري الثوبين، فيخيّر قنبر أجودهما ويلبس الآخر، ثمّ يأتي النجار(4) فيمدّ له أحد كمّيه ويقول: خذه بقدومك، ويقول: هذه تخرج في مصلحة اُخرى ويبقى الكم الاُخرى بحالها ويقول: هذه تأخذ فيها من السوق للحسن والحسين(5).

فلينظر العاقل بعين صافية، وفكرة سليمة، ويتحقّق انّه لو يكون في الدنيا والاكثار فيها خير لم يفت هؤلاء الأكياس الذين هم خلاصة الخلق وحجج الله على

____________

1- أثبتناه من "ج".

2- البحار 70: 321 ضمن حديث 38; عن عدة الداعي: 120.

3- البحار 70: 321 ضمن حديث 38; عن عدة الداعي: 121.

4- في "ج": الخياط.

5- البحار 70: 322 ضمن حديث 38; عن عدة الداعي: 121.


الصفحة 306
سائر الناس، بل تقربوا إلى الله بالبعد عنها، حتّى قال أمير المؤمنين عليه السلام: قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها(1).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يعبد الله بشيء مثل الزهد في الدنيا(2).

إنّ الله تعالى يقول للفقراء يوم القيامة: لم افقركم لهوانكم عليّ ولكن لما هو خير لكم.

وقال تعالى في بعض كتبه: انّي لم اغن الغني لكرامته عليّ، ولم افقر الفقيرلهوانه علي، وإنّما ابتليت الأغنياء بالفقراء، ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنّة(3).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ الله يجمع الفقراء والأغنياء في رحبة الجنّة يوم القيامة، ثمّ يبعث منادياً ينادي من بطنان العرش: يا معاشر المؤمنين أيّما رجل منكم وصله أخوه المؤمن في الله ولو بلقمة من خبز بادامها خصّه بها على مائدته، فليأخذ بيده على مهل حتّى يدخله الجنّة.

قال: فهم أعرف بهم يومئذ منهم بآبائهم واُمّهاتهم، قال: فيجيء الرجل منهم حتّى يضع يده على ذراع أخيه المكرم له الواصل له، فيقول له: يا أخي أما تعرفني، ألست الصانع بي في يوم كذا وكذا من المعروف كذا وكذا؟ فيذكره كلّ شيء صنع معه من البر والصلة والكرامة، ثمّ يأخذ بيده، فيقول: إلى أين؟ فيقول: إلى الجنّة فإنّ الله قد أذن لي بذلك، فينطلق به إلى الجنّة، فيدخله فيها برحمة الله وفضله وكرامته لعبده الفقير المؤمن.

روي أنّ فقراء المؤمنين يدخلون الجنّة قبل أغنيائهم بسبعين خريفاً، وأمّا

____________

1- نهج البلاغة: قصار الحكم 77; عنه البحار 73: 128 ضمن حديث 132.

2- عدة الداعي: 121.

3- الكافي 2: 265 ح20; عنه البحار 72: 26 ح22.


الصفحة 307
الغني فإنّه مطغى لقوله تعالى: {كلاّ إنّ الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى}(1) وما يجمع الغني المال إلاّ لنعيم الدنيا ولذّتها وترفّهها، وقد قال الله تعالى: {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها فاليوم تجزون عذاب الهون}(2)، فوعدهم بالعذاب، وعيّرهم أيضاً بالتكاثر بقوله تعالى: {ألهاكم التكاثر}(3) يعني عن العبادة والزهد.

وروي عن الصادق عليه السلام انّ رجلا فقيراً أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده رجل غنيّ، فكفّ ثيابه وتباعد عنه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما حملك على ما صنعت، أخشيت أن يلصق فقره بك، أو يلصق غناك به؟!

فقال: يا رسول الله أما إذا قلت هذا فله نصف مالي، قال النبي صلى الله عليه وآله للفقير: أتقبل منه؟ قال: لا، قال: ولِمَ؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخله(4).

واعلم انّ احياء دين الله، واعزاز كلمته، وامتثال أوامر الرسل والشرائع، ونصرة الأنبياء، وانتشار دعوتهم من لدن آدم إلى زمان نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله لم تقم إلاّ بأولي الفقر والمسكنة، أولا تسمع إلى ما قصّه الله عليك في كتابه العظيم على لسان نبيّه الكريم، وتبيّن لك انّ المتصدّي لانكار الشرائع هم الأغنياء المترفون، والأشراف المتكبّرون.

فقال تعالى مخبراً عن قوم نوح عليه السلام إذ عيّروه: {أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}(5)، {وما نراك اتبعك إلاّ الذين هم أراذلنا}(6) يعني بذلك الفقراء منّا.

وقالوا لشعيب عليه السلام: {إنّا لنراك فينا ضعيفاً (أي فقيراً) ولولا رهطك

____________

1- الأحقاف: 20.

2- الأحقاف: 20.

3- التكاثر: 1.

4- البحار 72: 54 ح85; عن عدّة الداعي: 114.

5- الشعراء: 111.

6- الشعراء: 111.


الصفحة 308
لرجمناك وما أنت علينا بعزيز}(1).

وقال المستكبرون من قوم صالح للّذين استضعفوا: {أتعلمون انّ صالحاً مرسل من ربّه قالوا إنّا بما أرسل به مؤمنون * قال الذين استكبروا إنّا بالذي آمنتم به كافرون}(2).

وقال فرعون مزدرياً لموسى عليه السلام ومفتخراً عليه: {فلولا اُلقي عليه أسورة من ذهب}(3).

وقالوا لمحمد صلى الله عليه وآله: {لولا اُلقي عليه كنز أو تكون له جنّة يأكل منها}(4) وكفى بهذا كلّه مدحاً للفقراء الراضين، وذمّاً للأغنياء المتكبّرين.

____________

1- هود: 91.

2- الأعراف: 75-76.

3- الزخرف: 53.

4- الفرقان: 9.


الصفحة 309

الباب الخمسون
في الأدب مع الله تعالى


روي في تأويل قوله تعالى: {قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}(1) قال ابن عباس: أراد بذلك فقّهوهم في الدين، وأدّبوهم بأدب الشريعة(2).

وقال سبحانه لموسى عليه السلام: {فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى}(3) فأمره بالأدب بخلع نعليه عند مناجاته، فلمّا نزل قوله تعالى: {خذ العفو وأْمُر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}(4) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أدّبني ربّي بمكارم الأخلاق.

وأعظم الخلق أدباً مع الله الأنبياء ثمّ الأوصياء ثمّ الأمثل فالأمثل، وأكثر الخلق تأديباً مع الله تعالى نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله بقوله سبحانه: {وإنّك لعلى

____________

1- التحريم: 6.

2- في "ج": وتأديبهم بالآداب الشرعيّة.

3- طه: 12.

4- الأعراف: 199.


الصفحة 310
خلق عظيم}(1).

وقال أمير المؤمنين لولده الحسن عليه السلام: يا بني احرز حظك من الأدب وفرّغ له قلبك، فإنّه أعظم من أن يخالطه دنس، واعلم انّك إذا افتقرت عشت به، وإن تغرّبت كان لك الصاحب الذي لا وحشة معه، يا بني الأدب لقاح العقل، وذكاء القلب، وعنوان الفضل، واعلم انّه لا مروّة لأحد بماله وحاله بل الأدب عماد الرجل، وترجمان عقله، ودليله على مكارم الأخلاق، وما الإنسان لولا الأدب إلاّ بهيمة مهملة(2).

قال الجواد عليه السلام: ما اجتمع رجلان إلاّ كان أفضلهما عند الله أءدّبهما، فقيل: يا ابن رسول الله قد عرفنا فضله عند الناس، فما فضله عند الله؟ فقال: بقراءة القرآن كما اُنزل، ويروي أحاديثنا كما قلناها، ويدعو الله مُعزماً بدعائه(3).

وحقيقة الأدب اجتماع خصال الخير، وتجافي خصال الشر، وبالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة، ويصل به إلى الجنّة، والأدب عند الناس النطق بالمستحسنات لا غير، وهذا لا يعتدّ به ما لم يوصل به إلى رضا الله سبحانه والجنّة.

والأدب هو أدب الشريعة، فتأدّبوا بها تكونوا اُدباء حقّاً، ومن صاحب الملوك بغير أدب أسلمه ذلك إلى الهلكة، فكيف بمن يصاحب ملك الملوك وسيّد السادات.

وقد روي انّ الله سبحانه يقول في بعض كتبه: عبدي أمن الجميل أن تناجيني وأنت تلتفت يميناً وشمالا، ويكلّمك عبد مثلك تلتفت إليه وتدعني، وترى من أدبك إذا كنت تحدّث أخاً لك لا تلتفت إلى غيره، فتعطيه من الأدب ما لا تعطيني، فبئس

____________

1- القلم: 4.

2- أورده المصنّف في كتابه أعلام الدين: 84.

3- الوسائل 4: 866 ح3 عن عدة الداعي باختلاف.


الصفحة 311
العبد عبد يكون كذلك.

وروي انّ النبي صلى الله عليه وآله خرج إلى غنم له وراعيها عريان يفلي ثيابه، فلمّا رآه مقبلا لبسها، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: امض فلا حاجة لنا في رعايتك، فقال: ولِمَ ذلك؟ فقال: إنّا أهل بيت لا نستخدم من لا يتأدّب مع الله ولا يستحي منه في خلوته، وإنّما فعل ذلك لأنّ الراعي أعطاه فوق ما أعطى ربّه.

وروي انّه صلى الله عليه وآله مرّ عليه غلام دون البلوغ وبش له وتبسّم فرحاً بالنبي صلى الله عليه وآله، فقال له: أتحبّني يا فتى؟ فقال: اي والله يا رسول الله، فقال: مثل عينيك، فقال: أكثر، فقال: مثل أبيك، فقال: أكثر، فقال: مثل اُمّك، فقال: أكثر، فقال: مثل نفسك، فقال: أكثر والله يا رسول الله.

فقال: مثل ربّك، قال: الله الله يا رسول الله، ليس هذا لك ولا لأحد، فإنّما أحببتك لحبّ الله، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله إلى من كان معه وقال: هكذا كونوا، أحبّوا الله لاحسانه اليكم وانعامه عليكم، وحبّوني لحبّ الله.

فاختبره صلى الله عليه وآله على صحّة أدبه في المحبّة في الله تعالى، فالأدب مع الله بالاقتداء بآدابه وآداب نبيّه وأهل بيته عليهم السلام، وهو العمل بطاعته، والحمد له على السرّاء والضرّاء، والصبر على البلاء، ولهذا قال أيوب: {إنّي مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين}(1).

فقد تأدّب هنا من وجهين، أحدهما انّه لم يقل: إنّك أمسستني بالضر، والآخر لم يقل: ارحمني، بل عرّض تعريضاً، فقال: وأنت أرحم الراحمين، وإنّما فعل ذلك حفظاً لمرتبة الصبر، وكذا قال ابراهيم: {وإذا مرضت فهو يشفين}(2) ولم يقل: إذا أمرضني، حفظاً للأدب.

____________

1- الأنبياء: 83.

2- الشعراء: 80.


الصفحة 312
وقال أيوب في موضع آخر: {إنّي مسّني الشيطان بنصب وعذاب}(1) أشار بذلك إلى الشيطان لأنّه كان يغري الناس فيؤذونه، وكلّ ذلك تأدّب منهم مع الله تعالى في مخاطباتهم، وقوم آخر افتروا عليه سبحانه، ونسبوا إليه من القبيح ما نزّهوا عنه آباءهم واُمّهاتهم.

قالوا: كلّما في الوجود من كفر وظلم وفساد وقتل وغصب فمنه، قضاه وأراده، وهذا قضاء بالباطل لأنّه سبحانه يقول: {والله يقضي بالحق}(2) ويقولون: انّه سبحانه يأمر بما لا يريد وينهى عمّا يريد، وانّه أمر قوماً بالايمان وأراد منهم الكفر، وهو تعالى يقول: {ولا يرضى لعباده الكفر}(3).

ولو قيل لأحدهم: إنّك تأمر بما لا تريد وتنهى عمّا لا تكره وكذلك أبوك واُمّك لغار من ذلك وغضب وقال لقائله: إنّك نسبتني إلى السفه والجهل والجنون، فسبحانه ما أحلمه وأكرمه، ولولا حلمه ورحمته لأحلّ بالأرض النقمة غضباً على القائل بذلك والراضي به.

وانّ الله سبحانه لم يعص مغلوباً، ولم يطع مكروهاً، وإنّما أمر الله سبحانه تخييراً، ونهى تحذيراً، وأقدر على الحالين، وقد قال سبحانه: {وهديناه النجدين}(4) يعني عرّفناه الطريقين الخير والشر، وأمر سبحانه بالخير ونهى عن الشر، كما قال سبحانه: {وأمّا ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}(5).

وقال سبحانه: {يا أيّها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة}(6) وما كان يأمر بالدخول في باب ثمّ يغلقه، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، فاعتبروا وتفكّروا

____________

1- ص: 41.

2- غافر: 20.

3- الزمر: 7.

4- البلد: 10.

5- فصلت: 17.

6- البقرة: 208.


الصفحة 313
ودعوا اتباع الهوى، فهو مردى لصاحبه ومهلك له، فسبحانه وتعالى كيف يجبر عباده على الكفر ثمّ يعذّبهم عليه، وعلى الزنا والسرقة والقذف للمحصنات ويأمر بحدّهم.

أفمن العدل والحكمة هذا أم لا؟ خبّرونا هداكم الله تعالى، ولا شك انّ هذه مكيدة من الشيطان عظيمة مبيحة لارتكاب كلّ قبيح وضلال، وقد قال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام: أَدَلَّكَ على الطريق، ولزم عليك المضيق، إنّ هذا بالحكمة لا يليق(1).

وقال عليه السلام: أيأمر بالعدل ويخالفه؟ وينهى عن المنكر ويؤالفه؟ لقد افترى عليه من بهذا وصفه(2).

وقال عليه السلام: إذا كان الوزر في الأصل محتوماً كان المأخوذ فيهبالقصاص مظلوماً(3).

وقال عليه السلام: ما استغفرته عليه فهو منك، وما حمدته عليه فهو منه(4).

وقال تعالى: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيّئة فمن نفسك}(5) وهذه الأقوال أجوبة لمن سأله عن القضاء والقدر من العلماء.

وأمّا جواب الحسن بن عليّ عليهما السلام لمّا كتب إليه الحسن البصري يسأله عن القضاء والقدر، فإنّه قال عليه السلام: من لم يؤمن بالقدر خيره وشرّه فقد فجر، ومن حمل المعاصي على الله فقد كفر، إنّ الله سبحانه لا يُطاع باكراه، ولا يُعصى بغلبة، ولا أهمل العباد من الملكة، بل هو المالك لما ملّكهم، القادر على ما

____________

1- أورده المصنّف في أعلام الدين: 316.

2- المصدر نفسه.

3- أروده المصنّف في أعلام الدين: 317.

4- المصدر نفسه.

5- النساء: 79.


الصفحة 314
أقدرهم، فإن عملوا بالطاعة لم يكن الله تعالى لهم عنها صاداً، ولا منها مانعاً.

وإن عملوا بالمعصية فشاء أن يحول بينهم وبينها فعل، وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها اجباراً، ولا ألزمهم بها اكراهاً، بل له الحجّة عليهم أن عرّفهم، وجعل لهم السبيل إلى فعل ما دعاهم إليه، وترك ما نهاهم عنه، ولله الحجّة البالغة على جميع خلقه، والسلام(1).

قال مصنّف الكتاب رحمه الله: والأدب أيضاً التفقّه في الدين وعلوم اليقين، وثلاثة أشياء هي رأس الأدب، مجانبة الريب، والسلامة من العيب، والايمان بالغيب. والأدب كلّ الأدب أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.

وقال شخص: إنّ الجنيد قال: إذا صحّت المودّة سقطت شروط الأدب، قلت: هذا غلط وترك للأدب، بل إذا صحّت المحبّة وخلصت، تأكّدت على المحبّ ملازمة الأدب، والدليل على ذلك انّ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله كان أكثر الناس محبّة لله تعالى، وأعظمهم أدباً.

وروي إنّ الخليل بن أحمد قال لولده: يا بني تعلّم الأدب فإنّه يقوّمك ويسدّدك صغيراً، ويقدّمك ويعظمك كبيراً.

وروي انّ صبياً كان له سبع سنين وقف على الحجاج فقال: أيّها الأمير اعلم انّ أبي مات وأنا حمل في بطن اُمّي، وماتت اُمّي وأنا رضيع، وكفلني الغرباء، وخلّف(2) لي ضيعة أتموّن منها واستند إليها، وقد غصبها رجل من عمّالك، لا يخاف الله ولا يخشى من سطوة الأمير. وعليك بردع الظالم وردّ المظالم لتجد ذلك يوم تجد كلّ نفس ما عملت من خير محضراً، وما عملت من سوء تودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً، فأمر بردّ ضيعته، وصرف الاُدباء من بابه وقال: الأدب أدب الله يؤتيه من

____________

1- كنز الكراجكي: 170; تحف العقول: 162; عنه البحار 5: 40 ح63.

2- في "ب": خلّفا.


الصفحة 315
يشاء، وعلى العاقل أن يتأدّب مع العالم الذي يعلّمه.

وروى عبد الله بن الحسن بن عليّ، عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام انّه قال: انّ من حقّ المعلّم على المتعلّم أن لا يكثر السؤال عليه، ولا يسبقه في الجواب، ولا يلحّ عليه إذا أعرض، ولا يأخذ ثوبه إذا كسل، ولا يشير إليه بيده، ولا يخزره بعينه، ولا يشاور في مجلسه، ولا يطلب عوراته.

وأن لا يقول: قال فلان خلاف قولك، ولا يفشي له سرّاً، ولا يغتاب عنده، وأن يحفظه شاهداً وغائباً، ويعم القوم بالسلام ويخصّه بالتحيّة، ويجلس بين يديه، وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته.

ولا يملّ من طول صحبته، فإنّما هو مثل النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها منفعة، والعالم بمنزلة الصائم القائم المجاهد في سبيل الله، وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تنسدّ إلى يوم القيامة، وإنّ طالب العلم ليشيّعه سبعون ألف ملك من مقرّبي السماء(1).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: من أعان طالب العلم فقد أحبّ الأنبياء وكان معهم، ومن أبغض طالب العلم فقد أبغض الأنبياء فجزاؤه جهنّم، وإنّ لطالب العلم شفاعة كشفاعة الأنبياء، وله في جنّة الفردوس ألف قصر من ذهب، وفي جنّة الخلد مائة ألف مدينة من نور، وفي جنّة المأوى ثمانون درجة من ياقوتة حمراء. وله بكلّ درهم أنفقه في طلب العلم جوراً(2) بعدد النجوم وبعدد الملائكة، ومن صافح طالب العلم حرّم الله جسده على النار، ومن أعان طالب العلم إذا مات غفر الله له ولمن حضر جنازته.

وقالوا لمالك بن دينار: يا أبا يحيى ربّ طالب علم للدنيا، قال: ويحكم ليس

____________

1- البحار 2: 44 ح19; عن عدة الداعي: 80.

2- في "الف": جوار.


الصفحة 316
يقال له طالب العلم، ولكن يقال له: طالب الدنيا، ألا وإنّ ذهاب العلم ذهاب العلماء، ومن آذى طالب العلم لعنته الملائكة، وأتى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان، ألا ومن أعان طالب العلم بدرهم بشّرته الملائكة عند قبض روحه بالجنّة، وفتح الله له باباً من نور في قبره.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: سألت جبرئيل عليه السلام فقلت: العلماء أكرم عند الله أم الشهداء؟ فقال: العالم الواحد أكرم على(1) الله تعالى من ألف شهيد، فإنّ اقتداء العلماء بالأنبياء، واقتداء الشهداء بالعلماء(2).

وقال عليه السلام: من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى طالب العلم(3).

وقال عليه السلام: طالب العلم أفضل عند الله من المجاهدين والمرابطينوالحجاج والعمّار والمعتكفين والمجاورين، واستغفرت له الشجر والرياح والسحاب والنجوم والنبات وكلّ شيء طلعت عليه الشمس.

وعن الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، فاطلبوا العلم من مظانّه، واقتبسوه من أهله، فإنّ تعلّمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة فيه تسبيح، والعمل به جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى; لأنّه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنّة، والمؤنس في الوحشة، والصاحب في

____________

1- في "ب": عند.

2- نحوه باختلاف معالم الزلفى: 14; من لا يحضره الفقيه 4: 284.

3- البحار 1: 184 ح95.


الصفحة 317
الغربة والوحدة، والمحدّث في الخلوة، والدليل على السرّاء والضرّاء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاّء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخير قادة، تقتبس آثارهم، وتهتدى بأفعالهم، وتنتهي إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلّتهم، وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلاتها تبارك عليهم.

ويستغفر لهم كلّ رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه، وانّ العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظلمة، وقوّة الأبدان من الضعف، يبلغ بالعبد منازل الأخيار، ومجالس الأبرار، والدرجات العلى في الآخرة والاُولى.

الفكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، به يطاع الرب ويُعبد، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال والحرام، العلم أمام العمل والعمل تابعه، وتلهمه السعداء وتحرمه الأشقياء، فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه(1).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: العالم بين الجهّال كالحي بين الأموات، وإنّ طالب العلم يستغفر له كلّ شيء، فاطلبوا العلم فإنّه السبب بينكم وبين الله عزوجل، وإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم(2).

وقال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة يوزن مداد العلماء مع دماء الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء(3).

وقال عليه السلام: ما عمل رجل عملا بعد اقامة الفرائض خيراً من اصلاح بين الناس، يقول خيراً وينمي خيراً(4).

وقال عليه السلام: عليكم بسنّتي، فعمل قليل في سنّة خير من عمل كثير في

____________

1- أمالي الطوسي: 487 ح38 مجلس 17; عنه البحار 1: 171 ح24.

2- أمالي الطوسي: 521 ح55 مجلس 18; عنه البحار 1: 172 ح25.

3- أمالي الطوسي: 521 ح56 مجلس 18; عنه البحار 2: 16 ح35.

4- أمالي الطوسي: 522 ح59 مجلس 18; عنه البحار 76: 43 ح1.


الصفحة 318
بدعة(1).

وقال عليه السلام: من احتقر صاحب العلم فقد احتقرني، ومن احتقرني فهو كافر.

وقال عليه السلام: سألت جبرئيل عليه السلام عن صاحب العلم، فقال: هو سراج اُمّتك، رئيس الدنيا والآخرة(2)، طوبى لمن عرفهم وحبّهم، والويل لمن أنكر معرفتهم وأبغضهم، ومن أبغضهم شهدنا انّه في النار، ومن أحبّهم شهدنا انّه في الجنّة.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا جلس المتعلّم بين يدي العالم فتح اللهله سبعين باباً من الرحمة، ولا يقوم من عنده إلاّ كيوم ولدته اُمّه، وأعطاه الله بكلّ حديث عبادة سنة، ويبني له بكلّ ورقة مدينة مثل الدنيا عشر مرّات.

وقال عليه السلام: جلوس ساعة عند العلماء أحبّ إلى الله تعالى من عبادة [ألف](3) سنة، لا يُعصى الله فيها طرفة عين، والنظر إلى العالم أحبّ إلى الله تعالى من اعتكاف سنة في بيت الحرام. وزيارة العلماء أحبّ إلى الله تعالى من سبعين حجة وعمرة، وأفضل من سبعين طوافاً حول البيت، ورفع الله له سبعين درجة يكتب له بكلّ حرف حجة مقبولة، وأنزل الله عليه الرحمة، وشهدت الملائكة له بأنّه قد وجبت له الجنّة(4).

وقال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة جمع الله العلماء فيقول لهم: عبادي إنّي اُريد بكم الخير الكثير بعدما أنتم تحملون الشدّة من قبلي وكرامتي وتعبدني الناس بكم، فابشروا فإنّكم أحبّائي، وأفضل خلقي بعد أنبيائي، وأبشروا فإنّي غفرت لكم

____________

1- أمالي الطوسي: 522 ح60 مجلس 18; عنه البحار 2: 261 ح3.

2- في "ب": أصحاب العلم رئيس الدنيا والآخرة.

3- أثبتناه من "ب"، وعدّة الداعي.

4- البحار 1: 205 ح33; عن عدّة الداعي: 75.


الصفحة 319
ذنوبكم، وقبلت أعمالكم، ولكم في الناس شفاعة مثل شفاعة أنبيائي، وإنّي منكم راض ولا أهتك ستوركم، ولا أفضحكم في هذا الجمع.

وقال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى للعالم والمتعلّم والعامل به، فقال رجل: يا رسول الله هذا للعالم فما للمتعلّم؟ فقال: العالم والمتعلّم في الأجر سواء.

وقال عليه السلام: كن عالماً أو متعلّماً أو مستمعاً أو محبّاً لهم، ولا تكن الخامس فتهلك، فإنّ أهل العلم سادة ومصاحبتهم زيادة.