الصفحة 350
مكتوباً فيه اسم الله اجلالا لله ولإسمه عن أن يُداس، كان عند الله من الصدّيقين، وخفّف الله عن والديه وإن كانا مشركين(1).

وقال عليه السلام: ليس منّا من لم يرحم صغيرنا، ويوقّر كبيرنا(2).

وقال عليه السلام: من عرف فضل كبير لسنّه فوقّره، آمنه الله من فزع يوم القيامة(3).

وقال عليه السلام: إذا بلغ المؤمن ثمانين سنة فهو أمين(4) الله في الأرض، يكتب له الحسنات وتمحى عنه السيّئات(5).

وعن ابن عباس قال: من بلغ الأربعين ولم يغلب خيره شرّه فليتجهّز إلى النار(6).

وعن محمد بن عليّ بن الحسين صلوات الله عليهم: إذا بلغ الرجل أربعين سنة نادى مناد من السماء: دنا الرحيل فأعد له زاداً، ولقد كان فيما مضى إذا أتت على الرجل أربعين سنة حاسب نفسه(7).

وعن عبد الله بن عمر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ما عمل أهل الجنّة؟ قال: الصدق، إذا صدق العبد برّ، وإذا برّ آمن، وإذا آمن دخل الجنّة، قال: يا رسول الله وما عمل أهل النار؟ قال: الكذب، إذا كذب العبد فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار(8).

____________

1- مجموعة ورام 1: 32.

2- مجموعة ورام 1: 34 وأيضاً 2: 197.

3- مجموعة ورام 1: 34.

4- في "ج": أسير.

5- مجموعة ورام 1: 34; معالم الزلفى: 34.

6- مجموعة ورام 1: 35.

7- مجموعة ورام 1: 35; مستدرك الوسائل 11: 156 ح13767; معالم الزلفى: 34.

8- مجموعة ورام 1: 43; مستدرك الوسائل 8: 457 ح9997.


الصفحة 351
وعنه عليه السلام: من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انّه ظالم فقد خرج من الإسلام(1).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة، حتّى من برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة، قال: فيجمعون في تابوت من حديد ثمّ يرمى بهم في جهنّم(2).

وعنه صلى الله عليه وآله: يأتي في آخر الزمان اُناس يأتون المساجدفيقعدون فيها حلقاً، ذكرهم الدنيا وحبّ الدنيا، فلا تجالسوهم فليس لله بهم حاجة(3).

وقال عيسى عليه السلام: إنّي أرى الدنيا في صورة عجوز هتماء(4) عليها كلّ زينة، قيل لها: كم تزوّجت؟ قالت: لا اُحصيهم كثرةً، قيل: أماتوا عنكِ أم طلّقوكِ؟ قالت: بل قتلتهم كلّهم(5)، قيل: فتعساً لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين، وكيف لا يكونون على حذر(6).

وكان الحسين(7) بن عليّ عليهما السلام كثيراً ما يتمثّل ويقول:


يا أهل لذّات دنيا لا بقاء لهاإنّ اغتراراً بظلّ زائل حمق(8)

وقال النبي صلى الله عليه وآله: الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له، ويطلب شهواتها من لا فهم له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد من

____________

1- مجموعة ورام 2: 233.

2- مجموعة ورام 1: 54; معالم الزلفى: 247.

3- مجموعة ورام 1: 69.

4- الهتم: انكسار الثنايا من اُصولها خاصّة. (لسان العرب) 5- في "ج": بل كلّهم ماتوا.

6- مجموعة ورام 1: 69 وأيضاً 1: 146.

7- في المصدر: الحسن بن عليّ عليه السلام.

8- مجموعة ورام 1: 145.


الصفحة 352
لا فقه له، ولها يسعى من لا يقين له، من كانت الدنيا همّه كثر في الدنيا والآخرة غمّه(1).

وقيل: إنّ عابداً احتضر فقال: ما تأسّفي على دار الأحزان والغموم والخطايا والذنوب، وإنّما تأسّفي على ليلة نمتها، ويوم أفطرته، وساعة غفلت فيها عن ذكر الله تعالى(2).

وعن النبي صلى الله عليه وآله: من ذبّ عن عرض أخيه كان ذلك حجاباً له من النار، ومن كان لأخيه المسلم في قلبه مودّة ولم يعلمه فقد خانه، ومن لم يرض من أخيه إلاّ بايثاره على نفسه دام سخطه، ومن عاتب صديقه على كلّ ذنب كثر عدوّه.

وقال عليه السلام: إنّ الله يعطي الدنيا على نيّة الآخرة، ولا يعطي الآخرة على نيّة الدنيا(3). اجعل الآخرة رأس مالك، فما أتاك من الدنيا فهو ربح(4).

____________

1- مجموعة ورام 1: 70 وأيضاً 1: 130.

2- مجموعة ورام 1: 75.

3- مجموعة ورام 1: 76.

4- المصدر نفسه.


الصفحة 353

الباب الثالث والخمسون
في أحاديث منتخبة


من الكتاب المذكور. روي عن الصادق عليه السلام انّه قال لبعض تلاميذه يوماً: أيّ شيء تعلّمت منّي؟ قال له: يا مولاي ثمان مسائل، قال له عليه السلام: قصها عليّ لأعرفها، قال: الاُولى رأيت كلّ محبوب يفارق محبوبه عند الموت، فصرفت همّي إلى ما لا يفارقني بل يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير، قال: أحسنت والله.

الثانية [قال](1): ورأيت قوماً يفخرون بالحسب وآخرين بالمال والولد، وإذا ذلك لا فخر [فيه]، ورأيت الفخر العظيم قوله تعالى: {إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم}(2) فاجتهدت أن أكون عند الله كريماً، قال: أحسنت والله.

الثالثة قال: رأيت الناس في لهوهم وطربهم، وسمعت قوله تعالى: {وأمّا من خاف مقام ربّه ونهى النفس عن الهوى * فإنّ الجنّة هي المأوى}(3) فاجتهدت في

____________

1- أثبتناه من "ب".

2- الحجرات: 13.

3- النازعات: 40-41.


الصفحة 354
صرف الهوى عن نفسي حتّى استقرّت على طاعة الله تعالى، قال: أحسنت والله.

الرابعة قال: رأيت كلّ من وجد شيئاً يكرم عنده اجتهد في حفظه، وسمعت قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله أجر كريم}(1)فأحببت المضاعفة ولم أر أحفظ ممّا يكون عنده، وكلّما وجدت شيئاً يكرم عندي وجّهت به إليه ليكون لي ذخراً إلى وقت حاجتي إليه، قال: أحسنت والله.

الخامسة، قال: رأيت حسد الناس بعضهم لبعض وسمعت قوله تعالى: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتّخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربّك خير ممّا يجمعون}(2) فلمّا عرفت انّ رحمة الله خير ممّا يجمعون ما حسدت أحداً، ولا أسفت على ما فاتني، قال: أحسنت والله.

السادسة، قال: رأيت عداوة الناس بعضهم لبعض في دار الدنيا والحزازات التي في صدورهم، وسمعت قول الله تعالى: {إنّ الشيطان لكم عدوّ فاتّخذوه عدوّاً}(3) فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة غيره، فقال: أحسنت والله.

السابعة، قال: رأيت كدح الناس واجتهادهم في طلب الرزق، وسمعت قوله تعالى: {وما خلقت الجنّ والانس إلاّ ليعبدون * ما اُريد منهم من رزق وما اُريد أن يطعمون * إنّ الله هو الرزّاق ذو القوّة المتين}(4) فعلمت انّ وعده حقّ وقوله صدق، فسكنت إلى وعده، ورضيت بقوله، واشتغلت بما له عليّ عمّا لي عنده، قال: أحسنت والله.

الثامنة، قال: رأيت قوماً يتّكلون على صحّة أبدانهم، وقوماً على كثرة أموالهم، وقوماً على خلق مثلهم، وسمعت قوله تعالى: {ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً

____________

1- الحديد: 11.

2- الزخرف: 32.

3- الفاطر: 6.

4- الذاريات: 56-58.


الصفحة 355
* ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه إنّ الله بالغ أمره قد جعل لكلّ شيء قدراً}(1). فاتّكلت على الله وزال اتّكالي عن غيره، قال له: والله إنّ التوراة والانجيل والزبور والفرقان العظيم وسائر الكتب ترجع إلى هذه المسائل(2).

وقال النبي صلى الله عليه وآله: من طلب العلم لله عزوجل لم يصب منه باباًإلاّ ازداد في نفسه ذلاًّ، وللناس تواضعاً، ولله خوفاً، وفي الدين اجتهاداً، فذلك الذي ينتفع بالعلم فيتعلّمه.

ومن طلب العلم للدنيا والمنزلة عند الناس، والحظوة عند السلطان، لم يزد(3)منه باباً إلاّ ازداد في نفسه عظمة، وعلى الناس استطالة، وبالله اغتراراً، وفي الدين جفاء، فذلك الذي لا ينتفع بالعلم، فليكفّ وليمسك عن الحجّة على نفسه، والندامة والخزي يوم القيامة(4).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنّ ملك الموت إذا نزل ليقبض روح الفاجر نزل ومعه سفود من نار، قال عليّ عليه السلام: يا رسول الله فهل يصيب ذلك أحداً من اُمّتك؟ قال: نعم، حاكماً جائراً، وآكل مال اليتيم، وشاهد الزور، وإنّ شاهد الزور يدلع لسانه في النار كما يدلع الكلب لسانه في الاناء(5).

وقيل لبعضهم: على ما بنيت أمرك؟ قال: على أربع خصال، علمت إنّ رزقي لا يأكله غيري فاطمأنّت نفسي، وعلمت انّ عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به، وعلمت انّ أجلي لا أدري متى يأتيني [ولا يأتيني إلاّ بغتة](6) وأنا اُبادره، وعلمت

____________

1- الطلاق: 2-3.

2- مجموعة ورام 1: 303.

3- في "ج": يصب.

4- مجموعة ورام 2: 3; معالم الزلفى: 13.

5- مجموعة ورام 2: 7; معالم الزلفى: 67.

6- أثبتناه من "ب" و "ج".


الصفحة 356
انّي لا اُغيب عن عين الله فأنا منه مستحي(1).

وقال عليه السلام: من علّق سوطاً بين يدي سلطان جائر، جعل ذلك السوط يوم القيامة ثعباناً من نار طوله سبعون ذراعاً، يسلّطه الله عليه يوم القيامة في نار جهنّم وبئس المصير(2).

وقال عليه السلام: من كان ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه، [ومن كان باطنه أرجح من ظاهره ثقل ميزانه](3).

وعن الحسن بن عليّ عليهما السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيّها الناس من كان له على الله أجر فليقم، قال: فلا يقوم إلاّ أهل المعروف(4).

قيل: من كان غناه في كيسه لم يزل فقيراً، ومن كان غناه في قلبه لم يزل غنيّاً(5).

وقال بعضهم: من لم يسلم لك صدره فلا يغرّنّك بشره، باشر ما أغناك ولا تكله إلى سواك، استغن فيما دهاك بمن يغنيه غناك(6).

وعن النبي صلى الله عليه وآله: إيّاكم والغيبة، فإنّ الغيبة أشدّ من الزنا، إنّ الرجل ليزني ويتوب فيتوب الله عليه، وإنّ صاحب الغيبة لا يغفر له حتّى يغفر له صاحبها(7).

وقال عليه السلام: يا معاشر الناس من اغتاب آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، فلا تغتابوا المسلمين ولا تتّبعوا عوراتهم فإنّه من تتبّع عورة أخيه تتبّع [الله] عورته

____________

1- مجموعة ورام 2: 9.

2- المصدر نفسه.

3- مجموعة ورام 2: 10; وأثبتنا ما بين المعقوفين من "ج".

4- مجموعة ورام 2: 10 وفيه: أهل العفو; معالم الزلفى: 246 و321.

5- مجموعة ورام 2: 13; معالم الزلفى: 246 و 321.

6- مجموعة ورام 2: 13.

7- مجموعة ورام 1: 115.


الصفحة 357
وفضحه في جوف بيته(1).

وأوحى الله إلى موسى عليه السلام: من مات تائباً عن الغيبة فهو آخر من يدخل الجنّة، ومن مات وهو مصرّ عليها فهو أوّل من يدخل النار(2).

وقال عليه السلام: ليس الشديد(3) بالصرعة، إنّما الشديد(4) الذي يملك نفسه عند الغضب، فإنّ الغضب مفتاح كلّ شرّ(5).

وقد ذمّ الله تعالى الكبر في مواضع من كتابه، وذمّ كلّ جبار عنيد، وقال: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبّرون في الأرض بغير الحق}(6).

وقال: {ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر}(7).

وقال: {اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون}(8).

وقال: {فبئس مثوى المتكبّرين}(9).

وقال: {كذلك يطبع الله على كلّ قلب متكبّر جبّار}(10).

وقال: {واستفتحوا وخاب كلّ جبّار عنيد}(11).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال

____________

1- المصدر نفسه.

2- مجموعة ورام 1: 116; معالم الزلفى: 359.

3- في "ج": الشهيد.

4- في "ج": الشهيد.

5- مجموعة ورام 1: 122.

6- الأعراف: 146.

7- النساء: 172.

8- الأنعام: 93.

9- الزمر: 72.

10- غافر: 35.

11- ابراهيم: 15.


الصفحة 358
حبّة من خردل من كبر، ولا يدخل النار رجل(1) في قلبه مثقال حبّة من الايمان(2).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انّ الله تعالى يقول: "الكبرياء ردائي، والعظمة ازاري، فمن نازعني في واحد منهما ألقيته في النار"(3).

وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من اجتهد في اُمتي بترك شهوة من شهوات الدنيا فتركها من مخافة الله آمنه الله من الفزع الأكبر، وأدخله الجنة.

وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله انّه: من قبّل غلاماً بشهوة عذّبه الله ألف عام في النار، ومن جامعه لم يجد ريح الجنة، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام إلاّ أن يتوب.

وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ما من أحد من اُمتي يذكرني ويصلّي عليّ إلاّ غفر الله له ذنوبه وإن كانت مثل رمل عالج.

وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صدقة المؤمن تدفع عن صاحبها آفات الدنيا، وفتنة القبر، وعذاب يوم القيامة(4).

وروي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: صلاة الليل سراج لصاحبها في ظلمة القبر، وقول "لا إله إلاّ الله" يطرد الشيطان عن قائلها(5).

[وباسناده](6) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات غريباً مات شهيداً.

وعنه عليه السلام: موت غربة شهادة، فإذا احتضر فرمى ببصره عن يمينه وعن يساره فلم ير إلاّ غريباً، وذكر أهله فتنفّس فله بكلّ نفس تنفّسه يمحو الله عنه

____________

1- في "ب" و "ج": من كان.

2- مجموعة ورام 1: 198.

3- المصدر نفسه.

4- عنه معالم الزلفى: 122.

5- عنه البحار 87: 160 ح52; معالم الزلفى: 121.

6- أثبتناه من "ب".


الصفحة 359
به ألف ألف سيّئة، ويكتب له ألف ألف حسنة، وإذا مات مات شهيداً.

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغريب إذا مرض فنظر عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فلم ير أحداً غفر الله له ما تقدّم من ذنبه [وما تأخّر](1).

وفي الخبر: من أحرق سبعين مصحفاً، وقتل سبعين ملكاً مقرباً، وزنا بسبعين بكراً، كان أقرب إلى النجاة ممّن ترك الصلاة متعمّداً.

وعن النبي صلى الله عليه وآله: جلوس ساعة عند العالم في مذاكرة العلم أحبّ إلى الله تعالى من مائة ألف ركعة تطوّعاً، ومائة ألف تسبيحة، ومن عشرة آلاف فرس يغزو بها المؤمن في سبيل الله(2).

وباسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا صلّيت الصلاة لوقتها صعدت ولها نور شعشعاني، وتفتح لها أبواب السماء حتّى تنتهي إلى العرش، فتشفع لصاحبها وتقول: حفظك الله كما حفظتني، وإذا صلّيت لغير وقتها صعدت مظلمة، تغلق دونها أبواب السماء، ثمّ تلفّ كما يلفّ الثوب الخلق ويضرب بها وجه صاحبها فتقول: ضيّعك الله كما ضيّعتني.

وروي عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: صلاة الليل مرضات للرب، وحبّ الملائكة، وسنّة الأنبياء، ونور المعرفة، وأصل الايمان، ورأفة(3) للأبدان، وكراهية للشيطان، وسلاح على الأعداء، واجابة للدعاء، وقبول للأعمال، وبركة في الرزق، وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت، وسراج في قبره، وفراش من تحت جنبه، وجواب مع منكر ونكير، ومونس وزائر في قبره.

____________

1- أثبتناه من "ب".

2- معالم الزلفى: 13.

3- في "ج": راحة.


الصفحة 360
فإذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلاًّ فوقه، وتاجاً على رأسه، ولباساً على بدنه، ونوراً يسعى به بين يديه، وستراً بينه وبين النار، وحجة للمؤمن بين يدي الله تعالى، وثقلا في الموازين، وجوازاً على الصراط، ومفتاحاً للجنة لأنّ الصلاة تكبير وتحميد وتسبيح وتمجيد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء، وانّ أصل الأعمال كلّها الصلاة لوقتها(1).

وقال عليه السلام: اعلموا رحمكم الله انّكم على أعلام بيّنة، والطريق نهج إلى دار السلام، وأنتم في دار مستعتب على مهل وفراغ، والصحف منشورة، والأقلام جارية، والأبدان صحيحة، والألسن مطلقة، والتوبة مسموعة، والأعمال مقبولة(2).

وعن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله: انّ قوماً يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال، فيجعلها الله هباءً منثوراً ثمّ يؤمر بهم إلى النار، فقال سلمان: إحكهم(3) لنا يا رسول الله، فقال: امّا انّهم قد كانوا يصومون ويصلّون ويأخذون اهبّة من الليل، ولكنّهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه(4).

وقال عليه السلام: ألا فاذكروا هادم اللذات، ومنغّص الشهوات، وقاطع الاُمنيات عند المشاورة للأعمال القبيحة، واستعينوا بالله على أداء واجب حقّه، وما لا يحصى من اعداد نعمه واحسانه.

وقال عليه السلام: رحم الله امرأ تفكّر واعتبر، واعتبر فأبصر، فكأنّ ما هو كائن من الدنيا عمّا قليل لم يكن، وكأنّ ما هو كائن من الآخرة عن قليل لم يزل، وكلّ

____________

1- عنه البحار 87: 161 ضمن حديث 52.

2- نهج البلاغة: الخطبة 94; عنه البحار 71: 190 ح56.

3- في "ج": صفهم.

4- مجموعة ورام 1: 61; مستدرك الوسائل 11: 28 ح13014.


الصفحة 361
معدود منقص، وكلّ متوقع آت، وكلّ آت قريب دان(1).

وقال عليه السلام: ألا وانّ الآخرة قد أقبلت والدنيا قد أدبرت ولكلٍّ منها بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، وانّ كلّ واحد(2)سيلحق باُمّه يوم القيامة، وانّ اليوم عمل بلا حساب وغداً حساب بلا عمل.

وقال عليه السلام: إنّ النساء نواقص الايمان، نواقص الحظوظ، نواقص العقول، فأمّا نقصان ايمانهنّ فقعودهنّ عن الصلاة والصوم أيام حيضهنّ، وأمّا نقصان حظوظهنّ فمواريثهنّ بالانصاف من مواريث الرجال، لقوله تعالى: {للذكر مثل حظّ الاُنثيين}(3)، وأمّا نقصان عقولهنّ فشهادة الامرأتين منهنّ كشهادة الرجل الواحد، فاتّقوا شرار النساء وكونوا من خيارهنّ على حذر، ولا تطيعوهنّ في المعروف حتّى لا يطمعن في المنكر(4).

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي إيّاه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء، ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبت للمتكبّر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غداً جيفة. وعجبت لمن شكّ في الله وهو يرى خلق الله، وعجبت لمن نسى الموت وهو يرى من يموت، وعجبت لمن أنكر النشأة الاُخرى وهو يرى النشأة الاُولى، وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء(5).

وقال صلى الله عليه وآله: من آذى جاره حرّم الله عليه ريح الجنّة ومأواه جهنّم وبئس المصير، ومن ضيّع حقّ جاره فليس منّا(6).

____________

1- البحار 73: 119 ضمن حديث 109 عن كتاب عيون الحكم والمواعظ.

2- في "ج": ولد.

3- أمالي الصدوق، حديث المناهي; عنه البحار 76: 335 ح1.

4- نهج البلاغة: الخطبة 80; عنه البحار 32: 247 ح195.

5- مجموعة ورام 1: 62; معالم الزلفى: 134.

6- أمالي الصدوق، حديث المناهي; عنه البحار 74: 150 ح2.


الصفحة 362
وقال صلى الله عليه وآله: من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمهأعطاه الله عزوجل أجر مائة شهيد، وله بكلّ خطوة أربعون ألف حسنة، ومحى عنه أربعون ألف سيّئة، ورفع له من الدرجات مثل ذلك، وكان كأنّما عبد الله عزوجل مائة سنة صابراً محتسباً. ومن كفى ضريراً حاجة من حوائج الدنيا، ومشى له فيها حتّى يقضي له حاجته، أعطاه الله براءة من النفاق، وبراءة من النار، وقضى له سبعين ألف حاجة من حوائج الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله حتّى يرجع(1).

وسئل النبي صلى الله عليه وآله: ما أثقل من السماء، وما أغنى من البحر، وما أوسع من الأرض، وما أحرّ من النار، وما أبرد من الزمهرير، وما أشدّ من الحجر، وما أمرّ من السمّ؟

فقال صلى الله عليه وآله: البهتان على البريء أثقل من السماء، والحق أوسع من الأرض، وقلبٌ قانعٌ أغنى من البحر، وسلطانٌ جائرٌ أحرّ من النار، والحاجة إلى اللئيم أبرد من الزمهرير، وقلب المنافق أشدّ من الحجر، والصبر في الشدّة أمرّ من السمّ.

وقال عليه السلام: ستة أشياء حسنة ولكنّها من ستّة أحسن: العدل حسن وهو من الاُمراء أحسن، والصبر حسن وهو من الفقراء أحسن، والورع حسن وهو من العلماء أحسن، والسخاء حسن وهو من الأغنياء أحسن، والتوبة حسنة وهي من الشباب أحسن، والحياء حسن وهو من النساء أحسن. وأمير لا عدل له كغمام لا غيث له، وفقير لا صبر له كمصباح لا ضوء له، وعالم لا ورع له كشجرة لا ثمر لها، وغني لا سخاء له كمكان لا نبت له، وشاب لا توبة له كنهر لا ماء له، وامرأة لا حياء لها كطعام لا ملح له.

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: من تاب ولم يغيّر لسانه فليس بتائب،

____________

1- أمالي الصدوق، حديث المناهي; عنه البحار 76: 335 ح1.


الصفحة 363
ومن تاب ولم يغيّر فراشه فليس بتائب، ومن تاب ولم يغيّر أعماله فليس بتائب، فإذا حصل هذه الخصال فهو تائب(1).

وعن النبي صلى الله عليه وآله أنّه قال: خلق الله تعالى ملكاً تحت العرش يسبّحه بجميع اللغات المختلفة، فإذا كان ليلة الجمعة أمره أن ينزل من السماء إلى الدنيا ويطلع إلى أهل الأرض ويقول: يا أبناء العشرين لا تغرّنّكم الدنيا، ويا أبناء الثلاثين اسمعوا وعوا، ويا أبناء الأربعين جدّوا واجتهدوا. ويا أبناء الخمسين لا عذر لكم، ويا أبناء الستين ماذا قدّمتم في دنياكم لآخرتكم، ويا أبناء السبعين زرع قد دنا حصاده، ويا أبناء الثمانين أطيعوا الله في أرضه، ويا أبناء التسعين آن لكم الرحيل فتزوّدوا، ويا أبناء المائة أتتكم الساعة وأنتم لا تشعرون، ثمّ يقول: لولا مشائخ ركّع، وفتيان خشّع، وصبيان رضّع لصبّ عليكم العذاب صبّاً(2).

وقال عليه السلام: إنّ لله ملكاً ينادي في كلّ يوم: لدوا(3) للموت واجمعوا للفناء وابنوا للخراب(4).

وقال عليه السلام: من عظم صغار المصائب ابتلاه الله بكبائرها(5).

وقال عليه السلام: لا يكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته(6).

وقال عليه السلام: أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك: صديقك وصديق صديقك وعدوّ عدوّك، وأمّا أعداؤك: فعدوّك وعدوّ صديقك وصديق

____________

1- جامع الأخبار: 227 ح8 في التوبة; عنه البحار 6: 35 ح52 بتفصيل أكثر.

2- عنه مستدرك الوسائل 6: 75 ح6474.

3- في "ج": تهيّؤوا.

4- نهج البلاغة: قصار الحكم 132; عنه البحار 82: 180 ح25.

5- نهج البلاغة: قصار الحكم 448; الدعوات للراوندي: 169 ح473; عنهما البحار 82: 136 ح20.

6- نهج البلاغة: قصار الحكم 134; عنه البحار 74: 163 ح28.